قدمت شركة بيربلكسيتى عرضًا لشراء متصفح جوجل كروم بقيمة 34.5 مليار دولار وهو مبلغ يتجاوز بكثير القيمة السوقية للشركة الناشئة نفسها بحسب تقارير من صحيفتي وول ستريت جورنال وبلومبرج، تم تقديم العرض غير المطلوب بعد أشهر قليلة من إعلان بيربلكسيتى نيتها شراء كروم إذا ما أجبرت الحكومة جوجل على بيعه، وهو ما يضعنا أمام تطورات مثيرة في عالم التكنولوجيا.

عرضت شركة بيربلكسيتى الناشئة في وقت سابق من هذا العام أيضًا شراء تيك توك، بينما لم تُبد جوجل أي نية لبيع كروم في الوقت الحالي، حتى كتابة هذه السطور لم تُصدر المحكمة أي أمر ببيع المتصفح، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى جدية هذه المحادثات وتأثيرها على المشهد التكنولوجي الحالي، حيث يتزايد الضغط على الشركات الكبرى.

أكد جيسي دواير المتحدث باسم شركة بيربلكسيتى صحة المعلومات الواردة في تقرير وول ستريت جورنال، ويبدو أن عرض الشركة الناشئة لشراء كروم يتناقض بشكل كبير مع تقييمها الجاري الذي يبلغ حوالي 18 مليار دولار، مما يعكس التحديات التي تواجهها في تحقيق هذا الاستحواذ الكبير، هذا الاختلاف يعكس الفجوة بين الطموح والإمكانيات المالية المتاحة.

صرح دميتري شيفلينكو الرئيس التنفيذي للأعمال في شركة بيربلكسيتى لوكالة بلومبرج بأن عدة صناديق استثمارية كبرى وافقت على تمويل الصفقة بالكامل، كما أعلن متحدث باسم الشركة عن نية بيربلكسيتى لاستثمار أكثر من 3 مليارات دولار في كروم وكروميوم خلال العامين القادمين في حال تمت الموافقة على الصفقة، وهذا يظهر استعداد الشركة لاستثمار الموارد الضرورية لتحقيق هدفها.

بعد هذا القرار، أظهرت التقارير أن الحكومة الأمريكية تميل نحو الضغط على جوجل لبيع متصفح كروم، مع إشارة إلى ترخيص بيانات البحث للمنافسين ووقف المدفوعات للعروض الترويجية الحصرية على الخدمات والأجهزة الأخرى، الأمر الذي قد يُشكل تحولًا كبيرًا في معركة السيطرة على السوق التكنولوجي.

من الملفت للنظر أن شركة بيربلكسيتى تملك بالفعل متصفحًا يسمي Comet، هذا المتصفح يعتمد على وكلاء ذكاء اصطناعي يمكنهم تنفيذ المهام نيابةً عن المستخدم، وبالتالي يتيح إمكانية تقليل الأعباء اليومية من خلال إنجاز المهام بضغطة زر، مما يعكس رؤية الشركة نحو الابتكار والتطوير التكنولوجي.

تشير تقارير سابقة إلى أن الشركة تهدف للوصول إلى “عشرات إلى مئات الملايين” من المستخدمين بحلول عام 2026 باستخدام متصفحها المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويبدو أنها تجري محادثات مع مصنعي الأجهزة الأصلية للهواتف الذكية لتثبيت متصفح Comet مسبقًا على أجهزتهم، إذا نجحت هذه الخطط، فقد تحدث تغييرًا جذريًا في استخدام المتصفحات.