نتائج إنفيديا تكشف تأثيرات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

0

نتائج إنفيديا تسلط الضوء على تداعيات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

تتجه الأنظار في الوقت الحالي نحو نشاط شركة إنفيديا في الصين مع اقتراب موعد إعلان نتائج الأعمال الخاصة بها حيث يتسبب النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين في موقف حرج للشركة وذلك في إطار تحسن العلاقات التجارية بما يؤثر بشكل مباشر على مبيعاتها في السوق الصينية. إنفيديا تعد من الشركات الرائدة في مجال معالجات الذكاء الاصطناعي وتواجه تحديات كبيرة بسبب هذه التوترات التجارية.

تجد إنفيديا نفسها في قلب الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم في وقت يحدد فيه مستقبل عملياتها في الصين نتيجة للمفاوضات حول الرسوم الجمركية والقيود المفروضة على تجارة الرقائق ويؤدي ذلك إلى تغيرات في استراتيجيات الشركة والتي قد تؤثر على إيراداتها بشكل ملحوظ. تبرز حاجة إنفيديا إلى استراتيجيات مرنة في ظل هذه الظروف المتغيرة.

في تطور جديد، أبرمت إنفيديا اتفاقًا غير مسبوق مع الإدارة الأمريكية يتضمن دفع نسبة 15% من مبيعاتها في الصين للحكومة الفيدرالية مقابل الحصول على تراخيص لتصدير منتجاتها، وقد أثار هذا الاتفاق انتقادات حادة من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي بما يعكس انقسامًا في المواقف تجاه هذه المسألة الحيوية والتي لها ارتباطات عميقة بالأمن القومي.

ورغم الطلب المتزايد على منتجات إنفيديا في السوق الصينية، إلا أن الحكومة الصينية دفعت الشركات المحلية لتقليص مشترياتها بدعوى المخاوف الأمنية مما يزيد من تعقيد مشهد عمل الشركة ويؤدي إلى تقلبات في السوق قد تكون لها تأثيرات سلبية على الأرباح. تواجه الشركة حاجة ملحة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في هذه البيئة المليئة بالتحديات.

تشير التقارير إلى أن إنفيديا تفكر في تعليق إنتاج رقاقة H20 المخصصة للسوق الصينية بالتزامن مع تطور شريحة جديدة وأكثر قوة موجهة إلى هذا السوق، وهذا يتطلب دقة في التخطيط والتنفيذ حيث تلعب الشريحة الجديدة دورًا في تلبية احتياجات العملاء والتكيف مع المتغيرات المستمرة في السوق.

يتوقع جيمي مايرز المحلل البارز لدى شركة Laffer Tengler Investments أن الصورة لن تتضح حتى يظهر الموقف النهائي للحكومتين المعنيتين حيال تصدير المنتجات والقيود المفروضة على الشراء مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. يشير إلى أن هذه العوامل ستؤثر بالتأكيد على قرارات المستثمرين.

على مدار العام الماضي، سجلت السوق الصينية 13% من إجمالي إيرادات إنفيديا، وفي الربع الثاني من عام 2025 لم يأخذ معظم المحللين في اعتبارهم أي إيرادات تتعلق بمبيعات H20 نتيجة للقيود الأمريكية المتأخرة وكذلك انخفاض الطلب في الصين مما يزيد من تعقيد التوقعات الخاصة بالأداء المالي للشركة.

توقعت إنفيديا في مايو الماضي أن تؤدي القيود المفروضة إلى خفض مبيعاتها بمقدار 8 مليارات دولار خلال الربع المنتهي في يوليو، كما تكبدت رسومًا بقيمة 4.5 مليار دولار في الربع السابق مما يعكس الضغوط المالية التي تواجهها الشركة في ظل البيئة السياسية والتجارية الراهنة.

على الرغم من هذه التحديات، تشير التوقعات إلى أن الشركة ستظهر نموًا في إيراداتها الفصلية بنسبة 53.2% لتصل إلى 46.02 مليار دولار, ومع ذلك، يبقى هذا النمو أقل من الأداء الثلاثي الرقم الذي سجلته في الفصول السابقة مما يعكس التحديات التي تواجهها في هذه الفترة الحرجة.

تستمر أعمال الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي في الازدهار بفعل الطلب القوي من الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وميتا مما يعزز من موقف إنفيديا في السوق. تعكس هذه الاتجاهات اهتمام الشركات الرئيسية بزيادة استثماراتها في البنية التحتية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وهو ما قد يفيد إنفيديا بشكل ملحوظ.

أي تصريحات إيجابية من الرئيس التنفيذي جن سن هوانط حول قوة الطلب قد تؤدي إلى انتعاش أسعار الأسهم الخاصة بالشركة، بعد سلسلة من عمليات البيع التي شهدها السوق مؤخرًا, يعتبر هذا فعلاً أحد المؤشرات الدالة على الثقة المستقبلية في النمو والتوسع في مجال التكنولوجيا.

منذ بداية عام 2025، ارتفع سهم إنفيديا بأكثر من الثلث ولكن هذا المكسب يعتبر أقل مقارنة بالعامين السابقين رغم أنه يتفوق على مكاسب مؤشرات أخرى مثل مؤشر أشباه الموصلات SOX ومؤشر S&P 500 مما يعكس أهمية إنفيديا كعنصر رئيسي في السوق.

بالنسبة للربع الثالث، يتوقع المحللون أن تحقق الشركة إيرادات تصل إلى 52.96 مليار دولار مع زيادة سنوية تصل إلى 51% مما يعكس احتمالية نمو مبيعات السوق الصينية إلى حوالي 6 مليارات دولار, إلا أن التخوفات من الضغوط على هوامش الربح تبقى قائمة مما يزيد من حالة القلق.

عليه قد تواجه هوامش الربح ضغوطًا تتراوح بين 5 و15 نقطة مئوية على المبيعات الموجهة للسوق الصينية نتيجة الصفقة مع الحكومة الأمريكية مما يؤثر على الهامش الإجمالي مما يعني أن تنفيذ الصفقة قد يكون له آثار سلبية على الوضع المالي للشركة في المستقبل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.