آسر أحمد: أنغام صوت مصر، الروح التي تعيش في وجداننا

0

آسر أحمد يكتب: أنغام نغمة صوت مصر التى تسكن وجداننا

تميز الشعر الجاهلي بوصف صخب المعارك ومبارزات الفروسية حيث كانت الأحصنة وحدها والأسلحة تتلاعب بأشعة الشمس وتلطخ بدماء الأعداء كما كانت الأصوات الطبيعية تعبر عن قسوتها وبراءتها ومع ذلك لم يخترع الشعراء أصواتاً عذبة للغناء بل كانت الكلمات قاصرة على العاطفة والأحاسيس وتخيلت أن يغنيه صوت عذب وناصع مثل صوت النجمة أنغام التي أبرعت في إضفاء النعومة على الكلمات الحادة لتصل إلى قلب المستمع بكل سهولة وجمال وتفيض بمشاعر صادقة تلامس الوجدان.

جمعت بين الرثاء والهجاء والمدح الشعر الجاهلي الذي يعتبر نقطة البداية في استخدام الكلمات للتعبير عن المشاعر بشكل عام وتمكنت أنغام من إضافة لمستها الخاصة لتلك الكلمات المتوارثة عبر الأجيال فهي الوحيدة القادرة على إعطاء نفس الأبيات معانٍ مختلفة فهي تثير الغضب والفرحة في نفس الوقت وتعبر عن معانٍ عميقة في كل نغمة كما ان هذا النوع من الفن يتطلب موهبة نادرة فعدد قليل جداً يمتلك القدرة على التحكم في مشاعر الجمهور بتلك الكفاءة.

تعاني النجمة أنغام حالياً من حالات صحية تتطلب إجراء عمليتين جراحيتين في البنكرياس بألمانيا لكن رصيدها في قلوب محبيها تأكيد على حب لا يمكن وصفه سوى بأنه اجتياح حقيقي من قبل جمهورها الذي يعتبرها صوتاً لا يمكن لاثنين أن يجادلا فيه فمهما كان الشعور الذي يرغب فيه المستمع فهو دائماً يجد صدى له في صوتها العذب الذي يأخذه إلى أماكن جديدة من الأحاسيس والمشاعر ما يجعلها تحافظ على مكانتها العالية في الساحة الفنية.

في ظل العصر الحديث تحل علينا الأصوات المميزة رغم أن الزمن يمر لكن وقوف أنغام على مسارحها يعيد للأذهان تلك الفترة التاريخية التي شهدت ظهور عظماء الشعراء فهي تُعد الآن صوت مصر المتوحد الذي تنشد له القلوب من المحيط إلى الخليج وتعود لها الدعوات والأماني بأن تعود بسرعة إلى المسارح حيث تصنع من جديد الفرح والسعادة على وجوه محبيها كما هو معتاد منها في كل إطلالة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.