روسيا تُلزم جميع الهواتف والأجهزة اللوحية الجديدة بتطبيق “ماكس”.. تفاصيل

أصدرت الحكومة الروسية مؤخرًا قرارًا يتطلب تثبيت تطبيق “ماكس”، وهو تطبيق مراسلة تم تطويره تحت إشراف الدولة ليكون منافسًا لتطبيق واتساب، بحيث يصبح إلزاميًا على جميع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية التي تطرح في السوق الروسية بدءًا من الأول من سبتمبر، يأتي هذا القرار كجزء من سياسة موسكو لتعزيز قدراتها الرقمية وتعزيز الاستخدام الحكومي للتطبيقات المحلية المختلفة.

في بيان رسمي صادر عن الحكومة أكد المسؤولون أن “ماكس” سيتم تضمينه في قائمة التطبيقات المسموح بها على الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ومن المتوقع أن يتم دمج التطبيق مع الخدمات الحكومية مما يسهل عملية الوصول إلى المعلومات والخدمات بطريقة أكثر سلاسة، مما يعكس مساعي الحكومة الروسية لتعزيز التكامل بين الخدمات الرقمية الوطنية.

ترتبط هذه الخطوة بمجموعة من الجهود الأوسع التي تقوم بها الحكومة الروسية لتقوية سيطرتها على الفضاء الرقمي، في سياق الوضع المتوتر مع الغرب بشأن الصراع في أوكرانيا الذي يعتبره الكرملين جزءًا من جهوده لتأسيس نظام عالمي جديد، لذا تأتي هذه القرارات في إطار التحولات الجذرية التي تشهدها البنية التحتية الرقمية في روسيا.

بالنظر إلى استخدام تطبيق “ماكس” لاحظنا أن التجارب الأولية أظهرت تحميل التطبيق من قبل 18 مليون مستخدم، بينما لا تزال بعض الميزات تحت التجريب، حيث أفادت أبحاث مستقلة في يوليو بأن واتساب لا يزال هو الأكثر شيوعًا في روسيا حيث لديه 97.3 مليون مستخدم، يليه تيليجرام بـ90.8 مليون مستخدم، بينما جاء تطبيق “VK Messenger” في المرتبة الثالثة مع 17.9 مليون مستخدم.

حذّر بعض النقاد من وجود مخاوف من إمكانية استخدام “ماكس” لمراقبة الاتصالات الخاصة بالناس، ورغم ذلك، نفى الإعلام الحكومي هذه المخاوف مؤكدًا أن التطبيق يتمتع بامتيازات وصول أقل للبيانات مقارنةً بالمنصات الأخرى، وأيضًا بررت وزارة الداخلية موقفها معتبرة أن التطبيق أكثر أمانًا من الخيارات الأجنبية، وبالإضافة لذلك تم القبض على شخص في قضية احتيال تتعلق بهذه المنصة.

تتضح الأهداف من وراء تطبيق “ماكس” من خلال القيود المفروضة على بعض المكالمات عبر تطبيقات واتساب وتيليجرام، حيث اتهمت السلطات الروسية المنصتين بعدم التعاون في تقديم المعلومات لجهات إنفاذ القانون بشأن قضايا الإجرام، مما يعكس التوترات المستمرة بين الحكومة الروسية وشركات التكنولوجيا الأجنبية التي تدير هذه المنصات.

في رد فعل له، اتهمت شركة واتساب الحكومة الروسية بمحاولة تقليص خصوصيات المستخدمين، في حين أكدت شركة تيليجرام أنها تلتزم بجهود الحد من إساءة استخدام منصتها، كما أوضحت أنها تعمل على إزالة محتوى ضار بفاعلية يوميًا، مما يشير إلى التحديات المستمرة في إدارة الفضاء الرقمي.

إضافة إلى تطبيق “ماكس”، أعلنت الحكومة الروسية أن جميع أجهزة آبل المباعة داخل البلاد يجب أن تأتي مع متجر التطبيقات المحلي RuStore، بالإضافة إلى ضرورة وجود تطبيق تلفزيوني يسمى “Lime HD TV” على أجهزة التلفزيون الذكية، مما يعكس توجه الحكومة لتعزيز الرقمنة وتعزيز قدرتها على الحد من الاعتماد على التكنولوجيا الخارجية.

تشير تلك التطورات إلى استراتيجية روسيا في تعزيز المنصات الرقمية المحلية مع تقليل الاعتماد على الخدمات الغربية، ورغم عدم وجود يقين حول ما إذا كان المستخدمون سيقبلون استخدام “ماكس” بنفس الأعداد المستخدمة لتطبيقات واتساب وتيليجرام، فإن تثبيت التطبيق بشكل إلزامي يسهم في إمكانية وصوله إلى العديد من المستخدمين، مما يزيد من فرص نجاحه في السوق.