تجددت التقلبات في أسواق العملات المشفرة نتيجة تصفية مراكز بالرافعة المالية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقد تجاوزت قيمة التصفية مليار دولار بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة التي جاءت أعلى من المتوقع مما أدى إلى تزايد القلق بشأن استمرار التضخم وتأجيل خفض معدلات الفائدة كما أثر ذلك على نفسية المستثمرين وأفقدهم الثقة في السوق

الانخفاض الكبير في الأسعار جاء بعد أن سجلت عملة البيتكوين مستوى قياسيًا جديدًا حيث تجاوزت 123,500 دولار مباشرة قبل أن تتعرض لعمليات بيع مكثفة وسريعة حيث عانت معظم العملات الكبرى من الخسائر وكانت عملة الدوجكوين الأعلى تضررًا بعد أن تراجعت نسبتها إلى 9% بينما تخلت سولانا والريبل وبينانس عن أسعارها بمعدلات تراوحت بين 3% و7%

تشير بيانات السوق إلى أن عمليات تصفية المراكز الطويلة تجاوزت 866 مليون دولار بينما لم تتجاوز عمليات تصفية المراكز القصيرة 140 مليون دولار مما يعني أن المستثمرين كانوا أكثر تفاؤلًا تجاه الاتجاه الصعودي عما كان عليه الواقع وهذا يكشف عن الفجوة الكبيرة بين التوقعات والأسعار الحقيقية في السوق المتقلبة

المتداولون على عملة الإيثريوم تكبدوا أكبر الخسائر حيث بلغت قيمة التصفية 348.9 مليون دولار تلاهم متداولو البيتكوين بخسائر وصلت إلى 177.1 مليون دولار بينما تعرضت سولانا والخسائر بنسبة 64.2 مليون دولار والريبل بنسبة 58.8 مليون دولار والدوجكوين بنسبة 35.8 مليون دولار مما يظهر حجم الخسائر الداهم

منصة Bybit كانت الأكثر تأثرًا حيث سجلت تصفية قُدرت بـ 421.9 مليون دولار وتلتها منصة بينانس التي سجلت تصفية بلغت 249.9 مليون دولار بينما كانت OKX ثالثة بحجم تصفية وصل إلى 125.1 مليون دولار وأكبر تصفية منفردة كانت لعقد إيثريوم/تيثر بقيمة 6.25 مليون دولار على منصة OKX مما يكشف عن حجم الضغط في السوق

أكد المحللون أن بيانات التضخم الأخيرة أدت إلى توقف موجة الارتفاع القوي للعملات المشفرة حيث يتوقعون أن تبقى الأسواق في حالة من الاستقرار النسبي حتى تظهر إشارات إيجابية جديدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي مما سيعكس تأثير السياسة النقدية على السوق لما لها من تأثيرات كبيرة على الثقة الاستثمارية

أضاف المحللون أن مستويات التضخم المرتفعة تؤثر بوضوح على التوقعات الخاصة بخفض الفائدة وهذا يعكس ضعف العملات المشفرة أمام التغيرات الأخرى في الاقتصاد الكلي بينما لا يزال المحللون متفائلين بشأن إمكانية عودة السوق إلى الصعود مع بقاء العوامل الأساسية الداعمة قائمة

يتطلع المستثمرون حاليًا إلى الحصول على بيانات جديدة حول سوق العمل الأمريكي وكذلك تصريحات البنك الفيدرالي في سبتمبر المقبل حيث يُعتبر هذا الاجتماع محطة حاسمة قد تحدد ملامح السياسة النقدية المستقبلية وما قد تشهده الأسواق في الفترة القادمة من تقلبات