مايكروسوفت إيدج مقابل جوجل كروم: عودة المنافسة الكلاسيكية في عالم المتصفحات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
مايكروسوفت إيدج VS جوجل كروم.. حرب متصفحات التسعينيات تعود مع ذكاء اصطناعي
بعد ما يزيد عن ربع قرن منذ أن اتهمت مايكروسوفت بالاستفادة من هيمنتها في سوق الحواسيب الشخصية لترجيح كفة Internet Explorer، تعود مايكروسوفت مجددًا إلى قلب صراع المتصفحات، فقد واجهت الشركة تحديات كبيرة في أواخر التسعينيات نتيجة قوانين مكافحة الاحتكار التي خسرتها والتي جعلتها تقضي سنوات طويلة في إعادة هيكلة صورتها أمام الجمهور.
الآن مع وجود ساتيا ناديلا في القيادة، ومع استراتيجية ذكاء اصطناعي متطورة، عادت مايكروسوفت لتصبح من الرواد في مجال التقنية، ولكن تغيرت أدوار المنافسة، إذ أصبحت جوجل اليوم المنافس الأساسي، مما يضع مايكروسوفت في موقف مختلف تمامًا عن السنوات السابقة حينما كانت تسير الأمور لصالحها.
تدعم جوجل تحالفًا يُعرف بتحالف اختيار المتصفح (BCA) الذي يجمع بين العديد من الشركات مثل Opera وVivaldi، وتهدف هذه المجموعة إلى الضغط على مايكروسوفت لوقف ما تصفه بتكتيكات غير عادلة تعزز من موقع متصفح Edge عبر نظام التشغيل ويندوز الذي تمتلكه.
على الرغم من تعدد الأعضاء في هذا التحالف فإن جوجل هي الداعم المالي الأكبر، وهذا ليس بالأمر المستغرب، حيث أن هيمنة المتصفح تعد مرتبطة بشكل مباشر بسلطة جوجل في سوق البحث العالمي، الأمر الذي يجعلها تعمل بجد للحفاظ على مكانتها وسط المنافسة المتزايدة.
يدعي التحالف بأن مايكروسوفت تعتمد مجددًا على نظام تشغيلها لتعزيز مكانة Edge، وهذه المرة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي عبر مساعدها المدعوم بالذكاء الاصطناعي “Copilot” مباشرة في متصفح Edge، مما يتيح مجموعة من الميزات الجديدة مثل إدارة النوافذ وأتمتة المهام بشكل فائق وسلس للمستخدمين، مما يرفع نوعية التجربة الكلية.
يؤكد التحالف أن ذلك يُضاف إلى ما يُعرف بـ”الأنماط المظلمة” التي تعيق انتقال المستخدمين إلى متصفحات أخرى، ويمتد الأمر ليشمل عرض رسائل تحذيرية حال تنزيل المتصفحات المنافسة وإعادة ضبط النظام لإعداد Edge كمتصفح افتراضي، فهي أمور تؤرق المستخدمين.
تتزايد الضغوط التنظيمية حول مايكروسوفت، ففي أوروبا، يوصف التحالف بأنه قدم شكاوى تتهم مايكروسوفت بالتلاعب عبر الالتفاف على قوانين المنافسة الجديدة، وفي البرازيل، قدمت Opera شكوى رسمية ضد الشركة بسبب ما وُصف بمضايقات للمستخدمين الراغبين في الانتقال إلى متصفحات أخرى.
ويشير المراقبون إلى المفارقة، إذ أن جوجل، التي تعرضت لانتقادات بسبب استراتيجيتها العدوانية في ترويج Chrome، تجد نفسها الآن في موقع المدافع عن “المنافسة العادلة” في سوق المتصفحات، حيث يؤكد أعضاء التحالف أن المنافسة الحقيقية تعود بالنفع على المستهلكين والصناعة التقنية بشكل عام.
في أواخر التسعينيات وبداية الألفينات، تربع Internet Explorer على عرش سوق المتصفحات بعد أن تم دمجه مع نظام Windows في عام 1995، حيث تجاوزت حصته السوقية 95% بحلول 2002، ولكن الإلكترونيات بدأت تواجه مشكلة في قلة الابتكار، مما جعلها عرضة لمنافسات جديدة.
وقد كان إطلاق Mozilla Firefox في عام 2004 بمثابة الضربة الأولى، بينما جاء ظهور Google Chrome في 2008 ليكمل المهمة، وبفضل سرعته وواجهة المستخدم الرائعة والميزات الملائمة للمطورين، تمكن Chrome من تجاوز Internet Explorer بحلول 2012، ويستحوذ اليوم على أكثر من 60% من السوق العالمي.