وجه نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق والرئيس السابق للشؤون العالمية في ميتا نقدا لاذعا لوادي السيليكون واصفا ثقافته بالمتعجرفة والمتزمتة وتضمنت الاتهامات رجال التكنولوجيا الأثرياء الذين يرون أنفسهم ضحايا رغم امتلاكهم لثروات كبيرة ويبدو أن هذه الظاهرة تعكس حالة من التعالي والسلبية بين العديد من الأفراد في هذه المنطقة بينما يعيشون في رفاهية مفرطة

في حواره مع صحيفة الجارديان قبيل إصدار كتابه الجديد “كيف ننقذ الإنترنت” رسم كليج صورة قاسية لمركز كاليفورنيا التكنولوجي واتهم أبرز شخصياته بالجمع بين الرجولة المفرطة والشفقة على الذات رغم تمتعهما بامتيازات هائلة وأشار إلى أن هذه الثقافة تمثل تناقضا كبيرا بين رغبتهم في الابتكار وبين نظرتهم السلبية إلى الواقع الذي يعيشون فيه مما يشير إلى عدم الوعي الحقيقي لما هم فيه

قال كليج في تعليقه على وادي السيليكون “لا يعتقدون أنهم محظوظون بل يعتقدون أنهم ضحايا” وأكد أنه لم يستطيع فهم هذا المزج القبيح من الرجولة المفرطة والشفقة على الذات وذهب إلى أبعد من ذلك واصفا المنطقة بأنها مُطيعة بشكل مفرط وشبهها بمكان يسيطر عليه سلوك القطيع ذلك أن الجميع يتبع نفس الأسلوب المعيشي والاتجاهات دون تفكير عميق فيهم

كليج الذي استقال من منصبه القيادي في ميتا في يناير وعاد إلى لندن كان واضحا أن انتقاداته لم تكن موجهة إلى رئيسه السابق مارك زوكربيرج بل أشاد بمؤسس ميتا واصفا إياه بأنه مُفكر وفضولي للغاية في مواضيع قد تكون خارج نطاق تخصصه وعلى الرغم من ذلك لم يتوانى كليج عن انتقاد الثقافة السائدة في وادي السيليكون والعواقب السلبية المرتبطة بها

تعليقات كليج تأتي في وقت يشهد فيه المناخ السياسي في وادي السيليكون تحولا مثيرا حيث أن قادة التكنولوجيا مثل زوكربيرج وجيف بيزوس وتيم كوك يقتربون من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كما أن كليج استقال قبل بدء تبلور هذا التغيير وهذا يجعل من آراءه أكثر أهمية خصوصا فيما يتعلق بتوجهات هذه الشخصيات المؤثرة وأثرها على الصناعات التقنية

يُبشر كتاب كليج بتقديم نظرة ثاقبة نادرة على الحياة في قلب إحدى أكثر شركات العالم نفوذا وقد انضم كليج إلى شركة ميتا في عام 2018 كنائب رئيس للشؤون العالمية ثم تولى منصب رئيس الشؤون العالمية في عام 2022 وهو ما يعكس خبرته وعلمه العميق بما يحدث داخل هذه المنظومة التي تهيمن على فضاء الإنترنت والعلاقات السياسية المحيطة بها