أعلنت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الثانية والثمانين عن مواعيد عرض فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية “صوت هند رجب” الذي يستعرض قصة استشهاد طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات في قطاع غزة في بداية عام 2024 حيث كانت تسعى للهروب مع عائلتها أثناء الهجوم الإسرائيلي الذي شهدته المنطقة، ويكشف الفيلم عن مأساة إنسانية عميقة وصادمة.

يعرض الفيلم في الثالث من سبتمبر في تمام الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر بقاعة Sala Grande، بالإضافة إلى عرضه في الثامنة مساءً في PalaBiennale، كما يذاع الفيلم في الساعة الثامنة والنصف في Sala Darsena وفي الحادية عشرة والربع في Sala Grande، ويعرض أيضًا في التاسعة مساءً في PalaBiennale، مما يتيح للجمهور فرصة مشاهدة الفيلم في أوقات متنوعة.

تتناول أحداث الفيلم استجابة متطوعو الهلال الأحمر لنداء الطوارئ الذي تلقوه في التاسع والعشرين من يناير عام 2024 حيث كانت الطفلة على الخط تطلب المساعدة أثناء تعرضها لإطلاق النار في غزة، وقد بذل المتطوعون جهودهم للوصل إليها، لكن في ختام المأساة استشهدت الطفلة وسط مشاهد مؤلمة تجسد الحرب وآثارها على الأطفال في الوطن.

تعود قصة الفيلم إلى شهر يناير 2024 بعد فترة قصيرة من السابع من أكتوبر حيث تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني نداء استغاثة من الطفلة ليان حمادة التي كانت تطلب النجدة، مشيرةً إلى وجود قذائف تسقط بجوارها، ومع تدهور الوضع فقدت حياتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما كانت تحاول التواصل مع طواقم الإغاثة للحصول على المساعدة، ما يسلط الضوء على حال الأطفال في مناطق النزاع.

تبرز الطفلة هند، ابنة عم ليان، التي كانت في السيارة مع عائلتها عندما استهدفت قوات الاحتلال المركبة، ما أدى إلى مقتل أفراد العائلة حيث وجدت هند نفسها محاصرة بين جثث أقاربها، ما خلف أثراً مدمراً عليها، إذ كانت في السادسة من عمرها حين شهدت هذه التجربة العنيفة مما يعكس المعاناة المستمرة للمدنيين في مناطق الصراع.

نشر الهلال الأحمر الفلسطيني جزءًا من المكالمة التي جرت بين الطفلة هند رجب وأطقم الهلال، حيث كانت تستغيث قائلة: “تعالي خديني.. أمانة.. أنا بخاف من الظلام”، تلك الكلمات تعبر عن حالة الذعر التي كانت تعيشها، وقد استشهدت هند برصاص الاحتلال الذي حال دون وصول أي شخص إليها، كما أظهرت التقارير احتراق سيارة الإسعاف التي حاولت الوصول إليها مما يعكس صعوبة الظروف الإنسانية في ظل الحرب.