تحل ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة هدى سلطان اليوم ويعد هذا الاحتفال مناسبة تبرز مسيرتها الفنية الحافلة حيث قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي ظلت خالدة في ذاكرتنا من بينها أفلام نساء بلا رجال ومكتوب على الجبين وحميدو وبيت الطاعة وتاكسي الغرام كما تركت بصمتها في الدراما التلفزيونية والغناء بصوتها العذب الذي أسحر قلوب محبيها.

واجهت هدى سلطان عوائق كبيرة فور دخولها عالم الفن إذ كانت عائلتها تعارض بشدة تلك الخطوة لكن أخاها محمد فوزى لعب دورًا محوريًا في تسهيل دخولها إلى هذا العالم مما أدى إلى توتر العلاقة العائلية وانتهت بالطلاق ورغم ذلك تابعت هدى مسيرتها في الغناء خلال حفلات الأعراس وأعياد الميلاد وحصلت على تعليم موسيقي على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي ساعدها على اقتحام الإذاعة كمطربة.

نال صوت هدى سلطان تقدير وإعجاب كبار الملحنين إذ رأى الموسيقار محمد الموجى في صوتها قوة وتميز بينما اكتشف الموسيقار رياض السنباطى مواهبها الفذة ولعبت هدى دور البطولة في فيلمه الوحيد حبيب قلبي عام 1952 مما شكل علامة فارقة في بداية مسيرتها الفنية وأدى إلى تعزيز مكانتها في عالم الفن.

في عام 1950 وقع المنتج جبرائيل نحاس في حب موهبتها وإبداعها وأقنعها بأنها تمتلك وجهًا فريدًا وقدرات تمثيلية مميزة وعرض عليها فرصة الانضمام إلى فيلم ست الحسن الذي أخرجه نيازى مصطفى وبمباركة عقد احتكار لثلاثة أفلام دفعة واحدة ورغم حماسها استشاط محمد فوزى غضبًا وهددها بالقتل مما زاد من عمق الخصام بينهما.

تحدثت هدى سلطان عن خلافها مع شقيقها في لقاء نادر على قناة ON حيث وصفت محمد فوزى بأنه شخصية كانت تمثل لها كل شيء وأكدت أن مشكلته معها بدأت عندما قررت دخول الفن وترك منزل الأسرة في طنطا متوجهة إلى القاهرة حيث كان محمد يصر على حمايتها من مضار هذه المهنة التي لم تكن مرموقة في ذلك الوقت.

أضافت هدى سلطان أن معارضة محمد فوزى كانت ناتجة عن قلقه عليها لأنه كان يخشى من عدم نجاح الفنانين وفي بعض الأحيان كان عبد الوهاب يريدها في فيلم لكنه كان يتدخل لتعطيل تلك الفرص مما أثّر سلبًا على مسيرتها الفنية وعطّل انطلاقها حتى جاءها النصيب عبر المنتج جبرائيل نحاس الذي صدق على موهبتها.

استمرت هدى في سرية تامة أثناء تصوير فيلم ست الحسن رغم محاولات فوزى للتدخل حيث قام بإرسال رسائل للمنتج جبرائيل نحاس لكنه تلقى ردًا حازمًا بجودة صوتها وبسبب هذا الموقف بدأ الخصام بين الشقيقين يتعمق وتنشأ بينهما مسافة عاطفية طويلة الأمد مليئة بالتوتر والتحديات.

مع مرور الزمن مرض محمد فوزى بشكل شديد وكانت هدى تهتم بأخباره بشكل يومي من زوجته الفنانة مديحة يسري حتى جاء اليوم الذي اقترحت فيه مديحة أن تزوره حتى لو رفض مقابلتها وبالفعل ذهبت وهى تحمل في قلبها مشاعر مختلطة وعندما دخلت غرفته انتزعها مشهد احتضانه لها إذ شعرت بسعادة وفخر عميق بعد سنوات من الخلاف.