مبتكرو التطبيقات يحذرون: كل أنشطتك على الإنترنت تحت المجهر!

0

مبتكرو التطبيقات يحذرون: كل ما تفعله على الإنترنت يتم تتبعه

يقدم الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” الذي عُرض على منصة نتفليكس دراسة عميقة حول كيفية استغلال شركات التكنولوجيا الكبرى لسلوكيات المستخدمين عبر الإنترنت لتحقيق أرباح ضخمة، يثير هذا الفيلم الكثير من التساؤلات حول الخصوصية وكيفية تأثير هذه الأنظمة على حياتنا اليومية، يُظهر كيف أن سلوكياتنا لم تعد خاصة بل أصبحت مادة للاستغلال من قبل الشركات الكبرى لتحقيق أهدافها التجارية الخاصة، ينقل الفيلم رسالة قوية تحتاج إلى استعداد المجتمع لمواجهتها،

يتضمن الفيلم شهادات مجموعة من خبراء التكنولوجيا الذين كانوا جزءًا من تطوير التطبيقات التي نستخدمها يوميًا مثل جوجل وفيسبوك، هؤلاء الخبراء يكشفون كيفية متابعة سلوك المستخدمين بشكل دقيق ودائم، حيث يشمل ذلك كل حركة يقومون بها على أجهزتهم، يطرح الفيلم تساؤلات حول ما يعنيه ذلك بالنسبة لحرية المستخدمين وحقوقهم، لكثير من الناس قد يكون هذا الأمر مزعجًا كونه يشير إلى انتهاكات واضحة لخصوصياتهم،

من بين الأصوات البارزة في الفيلم يبرز تريستان هاريس، خبير أخلاقيات التصميم السابق في جوجل، حيث أوضح مفهوم أن المستخدمين ليسوا سوى سلعة في هذا النظام، وكان قد قال: “إذا لم تكن تدفع ثمن المنتج، فأنت المنتج” هذه العبارة تلخص فكرة أن الشركات لا تهتم بالمستخدمين كعملاء بل تركز على تحويلهم إلى هدف للإعلانات، وهكذا يتحول اهتمام الشركات إلى كيفية استغلال انتباه المستخدمين لصالح المعلنين،

كما حذّر الخبراء من أن العديد من التطبيقات التي تبدو مجانية ليس لها تأثير بسيط، بل تجاوزت حدود العوائد المالية التقليدية لتصبح أدوات لتحقيق أهداف إعلانية بعيدة المدى، وهذا يعيد تسليط الضوء على كيف يتعيّن على المستخدم أن يكون واعيًا للثمن الذي يدفعه من حيث معرفة المعلومات الشخصية وقيمة البيانات التي تقدمها هذه الشركات عند استخدام الخدمات المجانية، فالتطبيقات ليست مجانية بالمطلق بل ممولة شهريًا من قِبل المعلنين،

يستعرض الفيلم كيف تحتاج شركات التكنولوجيا للنجاح إلى توقّعات دقيقة، ويتطلب ذلك تحليل كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من خلال مراقبة سلوكنا على الإنترنت بشكل مستمر، يتم استخدام هذه البيانات لتحسين نماذج الأعمال وزيادة الأرباح، مما يثير الكثير من الجدل حول القوانين والممارسات الأخلاقية المتعلقة بجمع البيانات، وعلى المستخدمين أن يكونوا أكثر حذرًا في كيفية تعاطيهم مع هذه المعلومات،

يوضح جيف سيبرت، المدير التنفيذي السابق لشركة تويتر، كيف تعمل هذه الأنظمة فيقول: “ما أريد أن يعرفه الناس هو أن كل ما يفعلونه على الإنترنت يخضع للمراقبة والتتبع”، ويشير إلى أن كل حركة يقوم بها المستخدم تترك أثرًا يُسجل، مما يمنح الشركات القدرة على تحليل سلوك الأفراد بعمق، وكذلك معرفة مشاعرهم في اللحظات الحساسة، مثل الشعور بالوحدة أو الاكتئاب، وهذا يمثل نقطة جديدة في كيفية إدارة هذه البيانات،

يعزو تريستان هاريس هذا التحدي إلى “رأسمالية المراقبة” التي تسعى لتحقيق أقصى استفادة من كل خطوة نخطوها على الإنترنت، حيث تسمح هذه الآلية للشركات الكبرى بضمان نجاح المعلنين، يظهر كيف أن كل نقرة وتحرك يخضع لتحليل دقيق من قبل الشركات، فشركات التكنولوجيا ليست مجرد منصات ولكنها أشبه بماكينة ضخمة من التحليل المالي، تعمل في الظلام لزيادة تعميق أرباحها وأهدافها التجارية،

بالإضافة إلى ذلك، يشير سيبرت إلى طريقة مراقبة شركات التكنولوجيا لمستخدميها، حيث يستطيعون أن يعرفوا ليس فقط متى ينظر الأفراد إلى شيء معين بل أيضًا إلى المدة الزمنية التي يقضونها في تلك اللحظة، وهذا يساعد الشركات في فهم مشاعرهم، مما يفتح الأبواب لفهم أعمق لما يشعر به المستخدم في لحظة معينة، مما يمكن الشركات من الاستجابة لمشاعرهم بطرق متطورة،

تكشف المعلومات التي تمت مناقشتها في “المعضلة الاجتماعية” عن كميات هائلة من المعلومات في حوزة هذه الشركات، وقد تفوق بكثير ما تمتلكه أي جهة كانت في السابق، فكلما استمر المستخدمون في استخدام التطبيقات، كلما زادت المعرفة لدى الشركات بخصوصياتهم، وبالتالي يزيد الوقت الذي يقضونه على منصات تلك الشركات، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على حرية الأفراد وخصوصيتهم،

لمزيد من التعمق حول هذا الموقف والتحديات المرتبطة باستخدام التطبيقات الحديثة، يمكنكم مشاهدة فيلم “المعضلة الاجتماعية” على منصة نتفليكس، ويدعو الفيلم المشاهدين إلى التفكير في كيفية تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على حياتهم وكيف يمكن أن يكون لهذا التأثير نتائج سلبية على المجتمع بشكل عام، لذا يعتبر هذا الفيلم دعوة للتأمل والتفكير في عواقب استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية،

Leave A Reply

Your email address will not be published.