سترة شتوية تعمل على تنظيم الحرارة بالتعرق واختبارها بمحاكاة للجلد البشرى
ابتكر مجموعة من العلماء في الصين سترة شتوية مبتكرة تتسم بقدرتها على التكيف مع حرارة الجسم بفضل خاصية فريدة تعتمد على التعرق وأظهرت الاختبارات أنها تعزز التنظيم الحراري بنسبة كبيرة حيث تقوم الفكرة على حل مشكلة شائعة تتعلق بالملابس الشتوية التقليدية إذ تمنع المعاطف السميكة فقدان الحرارة لكنها تسبب تراكم العرق عند القيام بأي مجهود مما يؤدي إلى شعور مزعج بعدم الراحة، وبالتالي إذا كانت هذه التقنية ناجحة قد تؤثر بشكل إيجابي على راحة المستخدم.
السترة الشتوية
قاد البروفيسور شيو تشيانغ لي من جامعة نانجينغ للملاحة الجوية والفضائية هذا المشروع حيث اعتمد فريقه على استخدام غشاء من السليلوز البكتيري كطبقة عازلة داخل السترة ويتميز هذا الغشاء بقدرته على تغيير سمكه تلقائياً وفقًا لمستويات الرطوبة حيث يبقى عند 13 مليمتراً في الظروف الباردة والجافة ليمنح المستخدم دفءً على مدار اليوم وينكمش إلى مليمتراً واحداً فقط عند التعرق لتسهيل تبديد الحرارة الزائدة، وبذلك تظهر هذه السترة بمظهر مبتكر يحمل تقنية متقدمة.
بدايةً تم اختبار التقنية في بيئة معملية باستخدام نظام مُحاكي للجلد البشري ثم تم دمج الغشاء داخل سترات تجارية للتجربة في ظروف الحياة الواقعية حيث زُود المتطوعون بالسترات أثناء مشيهم وركوبهم للدراجات في الهواء الطلق وتمت مراقبة مستويات الراحة ودرجة حرارة الجسم واستجابة المادة للرطوبة، وقد أظهرت النتائج أن السترة المتكيفة استطاعت إطالة فترة الراحة الحرارية بمعدل 7.5 ساعات مقارنة بالملابس التقليدية في 20 مدينة مختلفة وهو إنجاز يبرز فعالية التصميم الجديد.
يعتبر الفريق أن هذه التقنية قد تكون مفيدة بشكل خاص لفئة العمال الذين يعملون في الهواء الطلق مثل عمال النظافة ورجال الشرطة وموصلي الطلبات حيث توفر لهم الدفء والراحة لفترات أطول دون الحاجة لخلع الطبقات الخارجية من الملابس ورغم ذلك فإن السترة لا تزال في مرحلة التطوير ولم تصل بعد إلى التسويق التجاري إذ لا تزال هناك تحديات تتعلق بمدى متانتها على المدى الطويل وقدرتها على مقاومة الغسل والحركة المستمرة، مما يوضح أهمية تطويرها قبل الإطلاق.
يواجه الباحثون أيضًا صعوبة في زيادة الإنتاج مع الحفاظ على تكلفة معقولة لكنهم يتوقعون أن تمثل هذه التكنولوجيا فصلاً جديداً في عالم صناعة الملابس الشتوية مع إمكانية توسيع استخدامها في منتجات مثل سترات الباركا والقفازات وأكياس النوم وحتى الملابس العسكرية ومعدات الفضاء وهو ما تفيد به العديد من الاستخدامات المتعددة لهذه التقنية المثيرة.
يؤكد العلماء أن مستقبل الملابس قد يشهد تحولًا كبيرًا بحيث تعمل هذه الملابس بشكل متناغم مع الجسم بدلاً من أن تكون عبئًا عليه حيث يمكن أن يعيش الناس تجربة الراحة المستمرة لساعات طويلة دون الحاجة للاختيار بين التعرق أو التجمد وفق احتياجاتهم ونشاطهم البدني، مما يعد بحدوث شعور إيجابي بالنسبة للمستخدم في كافة الظروف.