جوجل تحرز انتصارًا محوريًا في قضية احتكار استمرت لخمس سنوات ورفض طلب المدعين

0

بعد نزاع 5 سنوات.. جوجل تنتصر في قضية احتكار كبرى ورفض طلب المدعين

حصلت شركة جوجل على انتصار قضائي كبير في صراعها القانوني ضد وزارة العدل الأميركية، إذ رفض قاضٍ فدرالي يوم الثلاثاء طلب المدعين بإجبار الشركة على بيع متصفح كروم ونظام التشغيل أندرويد، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة باحتكار أسواق التكنولوجيا، لكن القاضي أصدر في المقابل حكمًا يلزم جوجل بمشاركة بعض بياناتها مع المنافسين لتعزيز المنافسة في سوق البحث والإعلانات، وهو ما يمكن أن يغير ديناميكية السوق بشكل كبير.

رحّب المستثمرون بالحكم، ما أدى إلى قفز سهم ألفابت المالكة لجوجل بنسبة 7.8% في التداولات اللاحقة للجلسة، ويعتبر بقاء كروم وأندرويد ضمن هيكل الشركة بمثابة حماية لأبرز أذرع أعمالها الاستراتيجية، إلا أن شرط مشاركة البيانات يشكل مخاطرة على المدى البعيد حسب بعض المحللين، حيث يجب تقييم تأثير القرار في مدى زمني أطول لضمان فعاليته في تعزيز المنافسة.

أوضح الخبير ديباك ماثيفانان من شركة كانتور فيتزجيرالد أن تأثير القرار على أعمال جوجل لن يظهر على الفور، مشيرًا إلى أنه سيستغرق وقتًا طويلًا حتى يتبنى المستهلكون التجارب الجديدة التي قد يقدمها المنافسون، مما يفسر الفائدة المتوقعة من الحكم على المدى البعيد، في حين يرصد السوق كيفية تطور المنافسة على مر الزمن.

جاء الحكم كطوق نجاة لشركات مثل آبل ومصنعي الأجهزة ومتصفحات الإنترنت، إذ سمح لهم القاضي بالاستمرار في تلقي مدفوعات مشاركة الإيرادات الإعلانية من جوجل، مقابل جعل محرك بحثها الافتراضي في أجهزتهم، وقدّرت “مورجان ستانلي” قيمة هذه المدفوعات بنحو 20 مليار دولار سنويًا لصالح آبل وحدها، ما يعكس أهمية هذا الحكم في الحفاظ على شراكات استراتيجية مهمة.

أعلنت جوجل عن نيتها في استئناف الحكم، مما يعني أن تنفيذ أي التزامات قد يستغرق سنوات، وخلال جلسات المحاكمة في أبريل الماضي، عبّر الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي عن قلقه من خطر تمكين المنافسين من “الهندسة العكسية” لتقنيات الشركة، رغم أن القاضي أميت ميهتا شدد على أن ما أمر به يتعلق فقط بالبيانات الأساسية، مشيرًا إلى أن استنساخ تجربة البحث لجوجل لن يكون أمرًا سهلًا.

تأتي القضية بعد معركة قانونية استمرت خمس سنوات، إذ قضى القاضي العام الماضي بأن جوجل تحتكر البحث والإعلانات المرتبطة بشكل غير قانوني، الأمر الذي دفع وزارة العدل إلى تكثيف جهودها للحد من هيمنة عمالقة التكنولوجيا، في إطار حملة شاملة تشمل دعاوى ضد شركات مثل ميتا وأمازون وآبل، مما يعكس اهتمام الحكومة بتنظيم السوق للتكنولوجيا.

علاوة على ذلك، تخوض جوجل نزاعات قانونية أخرى أبرزها استئناف الحكم لصالح شركة إيبك جيمز المطورة للعبة فورتنايت، والذي يجبرها على تعديل متجر التطبيقات، بالإضافة إلى محاكمة مرتقبة هذا الشهر بشأن احتكارها لتقنيات الإعلانات الرقمية، ما يدل على أن الصراع القانوني مع شركات التكنولوجيا الكبرى لا يزال مستمرًا.

Leave A Reply

Your email address will not be published.