طريقة جديدة لتعليم الروبوتات الإمساك بالأشياء الهشة دون كسرها
قدم فريق من الباحثين من جامعة لينكولن ومختبر أبحاث توشيبا في كامبريدج ومعهد KAIST استراتيجيات حسابية مبتكرة للحد من انزلاق الأشياء التي تمسكها اليد الروبوتية، وتعمل هذه الاستراتيجيات على تعديل المسارات التي تتبعها اليد خلال الحركات، إذ ينبغي أن تكون الروبوتات قادرة على الإمساك بأشياء متنوعة من حيث الشكل والقوام دون إسقاطها في أماكن غير مرغوب فيها، وقد يحمل ذلك دوراً كبيراً في تحسين أداء الروبوتات في بيئات العمل.
وفقًا لما ورد في موقع “Techxplore” تم عرض نهج الفريق والذي يتضمن وحدة تحكم روبوتية واستراتيجية جديدة مستوحاة من علم الأحياء في ورقة بحثية نُشرت بمجلة Nature Machine Intelligence، ويمثل هذا البحث نقطة تحول في كيفية تعامل الروبوتات مع الأجسام الهشة كما يسعى إلى تطوير آليات جديدة لتحسين مثل هذه التفاعلات بمزيد من الدقة والكفاءة في الأداء.
عند التعامل مع الأجسام الهشة أو الزلقة، يعدل البشر حركاتهم بمهارة لتفادي الانزلاق، وهذا يتطلب تقنيات مستحدثة، بينما اعتمدت الروبوتات تقليديًا على زيادة قوة القبضة، وهو أسلوب يمكن أن يُلحق الضرر بالأشياء الحساسة، وبهذا تسعى هذه الأبحاث إلى جعل الروبوتات تتصرف بشكل أكثر تشابهًا مع البشر في هذه المواقف، مما قد يسهم في تحسين هياكل الروبوتات وتطبيقاتها.
كان الهدف الأساسي من الدراسة التي أُجريت تحت إشراف جلامزان هو تطوير وحدة تحكم تستطيع التنبؤ بمتى سينزلق جسم ما من قبضة الروبوت وضبط حركته وفقًا لذلك، ويتناسب هذا الأسلوب مع طريقة البشر في التعامل مع الأشياء، ما يعني ضرورة إيجاد حلول علمية لتوفير تقنيات حديثة وأكثر أمانًا في إمساك الأشياء.
تستند وحدة التحكم المطورة على نهج يعدل مسار الروبوت استنادًا إلى علم الأحياء، بما يدعم أداء تقنيات تعديل قوة القبضة التقليدية، وهذا يُمكّن الروبوتات من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً حول كيفية تحريك الأشياء دون أن تؤدي قوتها إلى أي أضرار، وقد ساهم العلماء في تطوير نموذج داخلي يسمح للروبوتات بتوقع الإحساسات المستقبلية.
تتيح وحدة التحكم الجديدة للروبوتات إمكانية التكيف مع التغيرات في وضعية يدها في الوقت الحقيقي، بالإضافة إلى تغيير اتجاهها، عوضًا عن مجرد زيادة الضغط على الأشياء، مما قد يحقق فائدة ملحوظة في تقليل مخاطر كسر الأجسام الهشة، وهذا التطور يمثل خطوة هامة نحو تحسين قدرات الروبوتات في التعامل مع المواد القابلة للتلف.
بينما تعمل تقنية تعديل المسار في مواقف لا يمكن فيها تغيير قوة القبضة، تتيح هذه الاستراتيجيات تفاعلات أكثر سلاسة وذكاءً مع عدد كبير من الأشياء، مما يُعزز من إمكانيات الروبوتات في القيام بمهام معقدة ومتعددة، ويجعلها أكثر كفاءة في أداء أعمالها، وهذا قد يُسهم بشكل كبير في تحويل روؤى الذكاء الاصطناعي إلى واقع ملموس.