تدور محادثات بين شركة آبل وجوجل حول إمكانية استخدام نظام الذكاء الاصطناعي Gemini في تطوير المساعد الصوتي سيري، وهذا يمثل تحولاً محوريًا في استراتيجية آبل للذكاء الاصطناعي، حيث تناقش الشركة الخيارات المتاحة بينها وبين الشراكة مع شركات رائدة في هذا المجال، إذا تمت هذه الشراكة فقد يؤدي ذلك إلى تحسينات كبيرة في أداء سيري مما قد يغير تجربتنا التفاعلية مع الأجهزة بشكل جذري، بالتالي هذه الخطوة تشير إلى تطور جديد في خدمات آبل.

محادثات أولية وتجارب متعددة

تواصل آبل مع جوجل تشمل طلب تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مخصص للعمل على خوادمها الخاصة ضمن بنية خاصة، ورغم أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولية فإنه لم يتم الوصول إلى اتفاق نهائي، هذه الخطوة تأتي في إطار اعتماد آبل على تقنيات خاصة بها لكن البيانات تشير إلى أنها تستكشف أيضًا مزايا التعاون مع شركاء خارجيين لتعزيز قدرات سيري وتقديم تجربة محسنة للمستخدمين والأجهزة.

بالإضافة إلى جوجل، آبل تتوجه أيضًا نحو إجراء محادثات مع OpenAI وAnthropic، حيث تختبر نسخًا متعددة من سيري، بعضها يعتمد على تقنيات داخلية في حين أن الأخرى تستند إلى دعم خارجي، هذه المساعي تعكس توجه آبل نحو تحسين ذكاء المساعد الصوتي الخاص بها وتعزيز قدراته بما يتماشى مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي واحتياجات المستهلكين المتزايدة.

سيري من الجيل الثاني

تعتبر النسخة القادمة من سيري جزءًا من “الجيل الثاني” من المساعد الصوتي، وقد أشار كريج فيديريجي إلى أن المشروع يتضمن إعادة تصميم شاملة تركز على دمج ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل التخصيص الشخصي، هذه المبادرة تهدف إلى زيادة فعالية سيري في التفاعل مع المستخدمين بشكل استباقي وذكي، وهو ما يعكس التزام آبل بتقديم تقنيات تكنولوجية مبتكرة تسهل حياة المستخدمين وتلبي احتياجاتهم المتنوعة.

يعتبر تخصيص تجربة المستخدم ركيزة أساسية ضمن ما تطلق عليه آبل Apple Intelligence، وهو ما يشير إلى تصميم أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، المنتظر أن تظهر لأول مرة مع إطلاق iOS 18، أيضًا هذه الأدوات ستعمل على تحسين الخدمات المقدمة لتجعل سيري أكثر تفاعلاً وذكاءً في فهم احتياجات المستخدمين، مما يمهد الطريق لتجارب جديدة مثيرة ومتنوعة.

يزيد الاهتمام بمنافسة الشركات الكبرى مثل آبل متعددة التوجهات والجهات التي تسعى لتطوير التطبيقات والخدمات الذكية، حيث كانت آبل في البداية تميل إلى عقد شراكة مع Anthropic، لكن التكاليف العالية دفعتها إلى استكشاف خيارات أخرى، ومع دخول OpenAI في المفاوضات تمثل هذه الديناميكية تطورًا ملحوظًا في مجال الابتكار والتقدم التكنولوجي، لكن الاتفاق النهائي لم يتحدد بعد ليكون بمثابة دفع حقيقي لتنافسية السوق.

وجود جوجل كمرشح حالي يشير إلى خطوة كبيرة للنظر إلى العلاقة التجارية المعقدة بين الشركتين، فجوجل تستثمر بشكل كبير لتظل محرك البحث الافتراضي على أجهزة آبل، وإذا تم التعاون في السياق الجديد قد يعزز ذلك من الروابط القائمة بالفعل وقد يظهر تحديات جديدة فيما يتعلق بمسائل المنافسة المحلية والعالمية، التي ستواجهها هذه الشركات في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي.

تشير التوقعات إلى أن النسخة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من سيري لن تظهر قبل ربيع 2026 مع جيل آيفون 17، خلال هذه الفترة ستواصل آبل تجربة النماذج المختلفة لتحديد الأنسب منها وأفضل أداء، مع التركيز على حماية بيانات المستخدمين وضمان تجربة سلسة، وهذا يعكس التزام آبل بتحسين الضوابط والتوازنات بين الابتكار وحماية خصوصية المستخدمين في عالم تكنولوجيا المعلومات المتزايد.

تستمر المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت بجانب شركات ناشئة متعددة، مما يجعل السباق نحو قيادة الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر حدة، في ضوء التقدمات السريعة في المجال، وبالتالي توقعات الإصدار المرتقبة تشير إلى إمكانية تغييرات ملحوظة في طريقة تعامل المستخدمين مع التكنولوجيا اليومية وكيفية تأثير ذلك على حياتهم العملية، وهو ما يعكس الاتجاهات المتغيرة في السوق.