تحذيرات من مسؤول في مايكروسوفت بشأن ‘ذهان الذكاء الاصطناعي’: الأسباب والمخاطر المحتملة

0

تحذيرات من مايكروسوفت بشأن “ذهان الذكاء الاصطناعي”: المخاوف والدلالات

حذر مصطفى سليمان، الشريك المؤسس السابق في “جوجل ديب مايند” والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، من ظاهرة خطيرة تسمى “ذهان الذكاء الاصطناعي” وهي تشير إلى الاعتقاد الخاطئ بوعي الآلة بشكل غير صحيح علميًا، إذ يعبر سليمان عن قلقه من تأثير هذه الظاهرة على المجتمع والنفس البشرية، حيث يتوقع أن هذه التصورات قد تؤدي إلى تداعيات سلبية تؤثر على العلاقات الاجتماعية والصحة النفسية للناس بشكل كبير، مما يجعل الأمر يستدعي دراسة دقيقة لمكامن الخطر المرتبطة بها.

سليمان عبر في منشور على منصة “إكس” عن مخاوفه من ما يسميه الذكاء الاصطناعي شبه الواعي، حيث يمكن لهذا المفهوم أن يثير التباسات جسيمة حول طبيعة الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تصورات خاطئة لدى المستخدمين بأن هذه الأنظمة تمتلك نوعًا من الوعي، ورغم عدم وجود أي دليل علمي يدعم هذه الفكرة، إلا أن الأضرار المحتملة قد تكون جسيمة، مما يتطلب توجهًا جديدًا في كيفية تطوير وتسويق هذه التقنيات لضمان سلامة المجتمع.

يعتبر سليمان أن العلاقة المتزايدة بين البشر والذكاء الاصطناعي قد تتحول إلى خطر نفسي واجتماعي كبير، خاصًة إذا استمر الأفراد في التعامل مع هذه الأنظمة وكأنها كائنات واعية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة في المستقبل، حيث تنفصل الحدود بين الواقع والخيال، مما يتطلب وضع ضوابط صارمة لضمان أن تكون هذه التقنيات مفيدة وآمنة للجميع، وهو ما يستوجب تطوير أطر قانونية وأخلاقية تدعم الاستخدام الآمن.

رغم عدم وجود أي دليل علمي على وعي الذكاء الاصطناعي حالياً، إلا أن سليمان يؤكد أن التصورات الخاطئة يمكن أن تسهم في آثار اجتماعية ونفسية عديدة، إذ يمكن أن تخلق حالة من الارتباك بين الناس، وبالتالي قد تؤدي إلى مشاعر القلق وعدم الأمان، مما يجعل من الضروري وضع معايير دقيقة لتحسين فهم هذه التكنولوجيا، فالتحدي الأكبر هو كيفية تثقيف المجتمع حول طبيعة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل مسؤول.

يشير سليمان إلى أن الخروج عن السيطرة الذي شهدته روبوتات الدردشة ليس بالأمر الجديد، حيث تم توثيق حالات سابقة تسببت فيها برامج ذكاء اصطناعي في مواضيع غير متوقعة، جعلت المستخدمين يشكون في مدى فعالية وكفاءة بعض الأنظمة، مما يتطلب استجابة فعالة من الشركات المطورة لتجنب تكرار مثل هذه المواقف وخلق بيئة تصنع الثقة بين المستخدمين والتكنولوجيا الحديثة.

شدد سليمان على أهمية أن تتجنب الشركات الترويج للذكاء الاصطناعي ككيانات واعية، إذ أن ذلك يعمق سوء الفهم حول طبيعة هذه التقنيات، ما يزيد من مستوى المخاطر التي قد يتعرض لها المستخدمون، وبالتالي من الضروري تبني استراتيجيات تسويق قائمة على الحقائق والبحث العلمي، لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور حول ما يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي.

تصريحات سليمان تضيف بعدًا جديدًا للنقاش حول تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تطرح تساؤلات حول مدى أخذ الشركات للاعتبارات النفسية والاجتماعية في الحسابات عند تطوير تقنياتها، ويظل السؤال مطروحًا حول مدى التوازن بين الابتكار والاعتبارات الأخلاقية، فمع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تتعاظم الحاجة لمناقشة آثارها بشكل أعمق.

على الجانب الآخر، أكدت شركتا OpenAI وجوجل على التزامهما بجعل الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا واستقرارًا، ولكن كما يرى سليمان، من الصعب التنبؤ بمسار هذه التقنيات في المستقبل، مما يجعل اليقظة والحذر ضرورة ملحة، خاصة في ظل سرعة التغيرات والتطورات في هذا المجال، وهو ما يتطلب مساعي متواصلة لنشر المعرفة والنقاش حول تأثيرات هذه الأنظمة على الإنسان والمجتمع.

Leave A Reply

Your email address will not be published.