اكتشاف تموجات رملية هائلة بواسطة مركبة “برسيفيرانس” يعزز أدلة النشاط التربوي على كوكب المريخ

0

اكتشاف تموّجات رملية ضخمة تؤكد نشاط التربة على المريخ عبر مركبة “برسيفيرانس”

استطاعت مركبة برسيفيرانس التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا ملاحظة مجموعة من التموجات الرملية العملاقة المسماة “الميغا ريبيلز” على سطح المريخ هذه الظاهرة الجيولوجية النادرة تشير إلى استمرار نشاط الرياح في تشكيل تضاريس الكوكب الأحمر حتى يومنا هذا قامت المركبة بالتقاط صور لهذه الكثبان الرملية الفريدة بموقع يُعرف بكيرلاجونا داخل فوهة جيزيرو وقد بدت التموجات بلون مائل إلى الأحمر مع حواف رملية زرقاء ويصل ارتفاعها إلى نحو متر واحد، أكبر من تموجات الشواطئ على الأرض لكنها أصغر من الكثبان الرملية الضخمة

أشارت ناسا إلى هذا الاكتشاف بقولها “على المريخ الماضي مكتوب في الصخور لكن الحاضر مكتوب في الرمال” هذه العبارة تعكس حقيقة أن سطح الكوكب لا يزال يتغير بشكل فعال بفعل حركة الرياح والنشاط المستمر الذي تعكسه هذه التموجات الرملية الجديدة، وهي دليل على الحياة الديناميكية للتربة المريخية ومؤشر واضح على العمليات الطويلة الأمد التي تحدث على السطح وتساعد في تشكيل شكل الكوكب ومظهره الحالي

ما سر التموجات العملاقة على المريخ؟

تشير الأبحاث إلى أن هذه التموجات الرملية الآسرة كانت موجودة خلال فترات سابقة عندما كانت أجواء المريخ أكثر كثافة وكانت الرياح أكثر قوة ومع مرور الزمن أصبحت العديد من هذه الكثبان مستقرة عملياً بعد أن غطيت بحبيبات خشنة وغبار مما ساهم في تثبيتها ومع ذلك تبين الملاحظات أن هذه التموجات تتحرك ببطء شديد لا يتجاوز متراً واحداً كل تسع سنوات أرضية، بعكس الكثبان الرملية الأرضية التي تتغير بسرعة أكبر بفعل عوامل الطبيعة

يؤمن العلماء أن هذه الظواهر تحمل أدلة مهمة حول المناخ المتغير للكوكب الأحمر وقد تشير إلى تفاعلات سابقة مع الصقيع أو طبقات جليدية قديمة هذا الاكتشاف يفتح الأفق لفهم أعمق لتاريخ المريخ وعلاقته مع العوامل المناخية المختلفة التي أثرت على تشكيله عبر الزمن مما يجعله عنصراً مهماً في دراسة التطور البيئي للكواكب

رحلة برسيفيرانس لفك ألغاز المريخ

وصلت مركبة برسيفيرانس إلى موقع كيرلاجونا الرملي وبدأت دراسة تفصيلية للتربة والتموجات إذ قامت أدوات المركبة مثل الكاميرات SuperCam وMastcam-Z بالتقاط صور مقربة لتفاصيل التموجات بينما قام نظام الطقس MEDA بقياس سرعة الرياح ودرجات الحرارة كما ركز العلماء جهودهم على تحليل تركيب الحبيبات الرملية ورصد أي قشور ملحية قد تكشف عن آثار للرطوبة أو الصقيع في الماضي

يتزامن هذا البحث مع عمل المركبة لدراسة الصخور القديمة مما يمنح العلماء فهماً مزدوجاً لماضي الكوكب وحاضره كذلك تُمكن معرفة طبيعة التربة والغلاف الجوي للمريخ من تجهيز بعثات الاستكشاف البشرية المستقبلية التي قد تعتمد على الموارد المحلية للبقاء، يعد هذا التحقيق بمثابة “بروفة علمية” قبل أن تصل المركبة إلى حقل تموجات أكبر في مسارها المقبل

Leave A Reply

Your email address will not be published.