ابتكار نباتات عصارية مضيئة: خطوة نحو استبدال مصابيح الشوارع المألوفة

0

علماء يبتكرون نباتات عصارية مضيئة قد تستبدل مصابيح الشوارع

في إنجاز علمي يجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا استطاع باحثون في الصين تطوير نباتات عصارية مضيئة تشبه الفوانيس الصغيرة حيث تملك القدرة على إصدار ضوء ساطع عقب تعرضها للشمس أو لمصادر الإضاءة الداخلية مما يفتح الأفق لتطوير حلول إضاءة مستدامة داخل المنازل والحدائق وحتى في شوارع المدن، هذا الابتكار يعد علامة فارقة في مجال الإضاءة البيئية المستدامة.

اعتمد الفريق البحثي برئاسة شوتيجنج ليو من جامعة جنوب الصين الزراعية على تقنية مبتكرة تقوم بحقن أوراق النباتات بجزيئات فوسفورية تُعرف باسم “afterglow phosphor” حيث تتولى هذه الجزيئات امتصاص الضوء وتخزينه لتقوم بإطلاقه تدريجياً لمدة تصل إلى ساعتين، هذه الفترة الزمنية وشدة الإضاءة تجعلها تتفوق على محاولات سابقة في إنتاج نباتات مماثلة مما يبرز أهمية هذه التقنية الجديدة.

طفرة في إنتاج النباتات المضيئة

خلال التجارب لوحظ أن الأوراق بدأت تتوهج بالكامل بعدما تم حقنها بالجزيئات الجديدة عكس تجارب سابقة اعتمدت على الهندسة الوراثية وأنتجت ضوءاً ضعيفاً سرعان ما يتلاشى، الطفرة العلمية جاءت من استخدام جزيئات بحجم قريب من كريات الدم الحمراء، كانت هذه الجزيئات كبيرة بما يكفي لإنتاج توهج قوي وصغيرة بما يكفي للانتقال بين أنسجة النبات مما ساعد في تحقيق نتائج مبهرة.

استخدم الفريق نبات Echerveria Mebina المعروف بلون أوراقه الأخضر المزرق وأطرافه الحمراء والذي أثبت أداءً متميزاً بالمقارنة مع أنواع نباتية أخرى مثل البوك تشوي والبوتس الذهبي، ويُعتقد أن الفارق يعود للمسافات المقبولة بين خلايا أنسجة العصاريات التي سمحت بانتشار الجزيئات الفوسفورية بشكل فعال مما أدى إلى إضاءة النباتات بشكل منافس للمصابيح الليلية الصغيرة في فترة زمنية قصيرة.

نحو إضاءة نباتية مستدامة

لم يقتصر الابتكار على اللون الأخضر بل شمل تنوعاً في الألوان مثل الأزرق والأحمر والبنفسجي مما يجعل هذه النباتات المضيئة تجمع بين الجاذبية الجمالية والوظيفية، الألوان المتعددة تعكس قدرة النبات على التكيف والتنوع في البيئات المختلفة مما يعزز الانجذاب لها، وذلك قد يتيح تعدد الاستخدامات سواء في المنازل أو المساحات العامة.

يعتقد العلماء أن هذه التقنية ستسمح باستخدام النباتات المضيئة كبديل منخفض الكربون للإضاءة الكهربائية حيث يمكن “شحن” الأشجار أو النباتات الداخلية بضوء الشمس خلال النهار لتكون مصدر إضاءة طبيعي طوال الليل، تلك الفكرة قد تساهم في الحفاظ على البيئة والحد من استهلاك الطاقة التقليدية بشكل كبير وهو ما يشكل نقلة نوعية في الاستخدامات اليومية للطبيعة.

تؤكد الأبحاث أن دمج التقنية مع البيولوجيا يمثل بداية لطريق جديد نحو التصميم البيئي المستدام حيث لا تقتصر النباتات على دورها الجمالي أو البيئي بل تصبح جزءاً من أنظمة إضاءة ذكية قد تساعد البشرية في تخفيض استهلاك الكهرباء بشكل كبير في المستقبل، هذه الابتكارات تفتح مجالات واسعة للبحوث المستقبلية وتطبيقاتها العملية في حياتنا اليومية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.